قانون أمريكي يصنف «البوليساريو» كتنظيم إرهابي: جو ويلسون يصرّ ويوقّع

Le congressman Joe Wilson avec le président américain Donald Trump.

عضو الكونغرس جو ويلسون مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

في 23/05/2025 على الساعة 07:00

في الوقت الذي تتكشف فيه بشكل علني الروابط بين جبهة «البوليساريو» وإيران وحزب الله والنظام السوري المنهار بقيادة بشار الأسد، وبدعم مباشر من الجزائر، أعاد النائب الجمهوري الأمريكي جو ويلسون إطلاق حملته مؤكداً عزمه المضي في سنّ قانون لتصنيف الجبهة الانفصالية كـ«منظمة إرهابية». وجاء ذلك متزامناً مع تحليل قوي جديد صادر عن اثنين من أبرز وجوه مؤسسة «هيريتيج فاونديشن» الأمريكية، في خطوة جديدة تدفع بهذا المسار إلى الأمام.

ويلسون، المعروف بعدائه الشديد للبوليساريو والمدافع الصلب عن الوحدة الترابية للمغرب داخل الأوساط السياسية الأمريكية، أعلن عبر حسابه الرسمي على منصة « تويتر » يوم الخميس 22 ماي 2025، أن « التشريع قادم قريبا »، مؤكدا أن « ترامب سيتولى الأمر »، في إشارة إلى تعهده السابق بطرح هذا الملف بقوة في الأوساط التشريعية الأمريكية.

تصريح ويلسون جاء تفاعلا مع تحليل صادر عن روبرت غرينواي، مدير مركز أليسون للأمن القومي، وأمين غوليدي، باحث زائر في معهد « شيلبي كولوم ديفيس »، وكلاهما من أبرز أعضاء «هيريتيج فاونديشن»، نُشر في صحيفة «ذي ديلي سيغنال» يوم الأربعاء 21 ماي.

التقرير، المعنون بشكل صريح: «لماذا يجب على الولايات المتحدة مواجهة جبهة البوليساريو باعتبارها وكيلاً إرهابياً»، يقدم سرداً مفصلاً لكيفية تلاقي تهديدات متعددة—من طائرات مسيّرة إيرانية، وشبكات روسية، وتهريب في الساحل، مع نشاط الجماعات الإرهابية—تحت مظلة البوليساريو المدعومة جزائرياً، والتي تتحول وفق التحليل إلى وكيل عدائي على أبواب أوروبا.

ويؤكد التحليل أن الجبهة زادت من عملياتها العسكرية ضد المغرب، معلنة الصحراء الغربية « منطقة حرب »، ويضيف: « مقاتلو البوليساريو يستخدمون اليوم طائرات مسيّرة إيرانية، ويتقاسمون الممرات الصحراوية مع قوافل لوجستية لوكلاء روس، ويفرضون ضرائب على طرق التهريب التي تغذي الجهاديين في منطقة الساحل. كل هذا يحدث على مرمى صواريخ من مضيق جبل طارق، أحد أهم المعابر البحرية الاستراتيجية في العالم ».

هذه التطورات وفرت مادة إضافية لجو ويلسون لدعم مشروعه، وهو الذي سبق أن أعلن، يوم 11 أبريل الماضي، عن بدء خطوات تقديم مشروع قانون يصنف البوليساريو كمنظمة إرهابية.

وفي 19 أبريل، أعاد النائب الأمريكي التأكيد عبر منصة « X » على ضرورة تصنيف الجبهة ضمن « قائمة التنظيمات الإرهابية الأجنبية » لدى الإدارة الأمريكية، مردفاً: « ترامب سيتولى الأمر »، في تكرار لتعهداته السابقة.

وتزامن ذلك مع تقرير آخر، صادر عن معهد « هادسون »، يكشف بوضوح عن دور البوليساريو كوكيل لإيران. التقرير يستند إلى تحقيقات صحفية، من بينها تقرير لصحيفة واشنطن بوست نُشر يوم السبت 12 أبريل، يكشف عن مشاركة مئات من عناصر البوليساريو، الذين جندتهم إيران، في القتال إلى جانب نظام الأسد في سوريا. التقرير أفاد بأن هؤلاء المقاتلين أصبحوا الآن في قبضة أجهزة الأمن السورية الجديدة، وهو ما أكده دبلوماسيون غربيون في المنطقة.

ويؤكد التحقيق: «على مر السنين، دعمت إيران مجموعة واسعة من الوكلاء لخدمة مصالحها، بما في ذلك تدريب مقاتلي جبهة البوليساريو، وهي جماعة متمردة مقرها الجزائر، تسعى إلى الانفصال عن المغرب في الصحراء الغربية».

هذه المعطيات تعزز ما دأبت المملكة المغربية على تأكيده بشأن الروابط الخطيرة بين إيران، وحزب الله، والبوليساريو، عبر الوسيط الجزائري.

ومع تكشف هذه العلاقات المشبوهة، تزداد الضغوط على الإدارة الأمريكية الجديدة للتفاعل معها.

وفي هذا السياق، جددت واشنطن، خلال لقاء جمع يوم الثلاثاء 8 أبريل 2025 بواشنطن بين وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة ونظيره الأمريكي ماركو روبيو، دعمها الكامل للمغرب، مؤكدة اعترافها بسيادة المملكة على الصحراء الغربية، وتأييدها لمقترح الحكم الذاتي « كحل وحيد وعادل ودائم للنزاع ».

تحرير من طرف طارق قطاب
في 23/05/2025 على الساعة 07:00